علاقة المؤسسة الشبانية بالمحيط الاجتماعي
على غرار المركّب الرياضي الجواري
مقدمة:
اكتسبت دوما علاقة المؤسسات الشبانية بالمحيط الاجتماعي مكانًا معتبرًا من اهتمامات إطارات قطاع الشباب و الرياضة و ذلك نظرًا للعلاقة العضوية و الحيوية المتبادلة بين كل من الطرفين .
أ- مؤسسات الشباب .
ب- المحيط الاجتماعي .
فالمؤسسات الشبانية موجودة في محيط اجتماعي بطبيعة عملها و دورها ...و كذا المحيط الاجتماعي يتعامل و يتفاعل مع هذه المؤسسات بصفة أنّ هذه الأخيرة جزء منه أولا يمكن أن تكون خارجه .
إذًا فالعلاقة بين الطرفين طبيعية دائمة و غير ظرفية ، غير أنّ الإشكال يبقى مطروحًا في كيفية تقييم و تدعيم وتطوير هذه العلاقة بكيفية تجعلها أكثر فعالية وأكثر ديمومة ممّا هي عليه من حيث أنها علاقة بديهية .
و لكن قبيل النظر في هذا الجانب لنحدّد معا المصطلحات هاته :
01 ـ المؤسسات الشبانية :
ـ هي تلك المؤسسات الموجّهة لفئات الشباب مثل دواوين مؤسسات الشباب – و المركّبات الرياضية الجوارية و دور الشباب و بيوت الشباب ومخيمات الشباب الخ..التي تضمن أو توفر إمكانية مزاولة أنشطة معينة لفائدة الشباب في أوقاتهم الحرّة في ظروف تربوية وثقافية وعلمية ورياضية وترفيهية تناسب نموهم وتدفعهم إلى التكيف والانسجام مع المحيط الاجتماعي .
02 ـ ا لمحيط الاجتماعي :
ـ هو ذلك الفضاء المادي والزمني والإنساني الذي يعيش فيه الفرد منا متأثرًا به ومؤثراً فيه وفق عوامل كثيرة : اجتماعية – ثقافية – اقتصادية الخ.. حاضرة (آنية) أو سالفة (ماضية) الوصول إلى عوامل جديدة (مستقبلية ) مناسبة أكثر .
03 ـ العلاقة :
ـ هي تلك الصلة المادية أو الرمزية الملموسة أو الوهمية التي يمكن أن تربط بين عوامل مختلفة ، أو بين عاملين اثنين الخ .. بشرط أن لا تكون هناك أسباب تنافر قاهرة لا تسمح بهذه الصلة ، وعليه فالعلاقة بالأساس هي ارتباط وتعامل وتكامل وانسجام وتآخي وتواصل الخ ..مابين أطراف مختلفة تسمح معطياتها الذاتية بهذا التعامل .
موقع مؤسسات الشباب من المحيط الاجتماعي :
إذا ما أمعنّا النظر في موقع هذه المؤسسات فإننا نجده يحتل مكانًا استراتجيًا كونه يحتل المركز الأول إذ نجد هذه المؤسسات محاطة بمايلي
- سلطات محلية : ولاية ، دائرة ، بلديات ..
- حركة جمعوية : شبانية، علمية ، ثقافية ، رياضية ، اجتماعية ... الخ .
- مؤسسات تربوية : تعليمية ، أساسية ، ثانوية ، جامعية ، متخصصة ... الخ .
- مؤسسات اجتماعية واقتصادية : تجارية ، صناعية ، صحية ، خدماتية الخ . .
- نواد متخصصة : مهنية ، ترفيهية ، اجتماعية الخ .
- مراكز تكوين مهني وشبه مهني ومتخصصة .
- مواطنون نشطون من عدة مجالات عامة وخاصة .
- أحياء سكنية مختلفة الأوضاع تطرح عدة قضايا وعدة اهتمامات . .
- فضاءات أخرى : بيئة ، وقاية ، تنشيط ، نوعية الخ .
بالإضافة إلى الشباب المنخرط بصفة دائمة أو الشباب المتعامل بصفة ظرفية (وقتية). وكذلك المربّون والمربّون المختصّون وكل العاملين في المؤسسة نفسها .
الوضع الذي تأخذه المؤسسات الشبانية في المحيط الاجتماعي
معنى هذا الوضع الذي تأخذه المؤسسات الشبانية في المحيط الاجتماعي ، هو أن عملها مرتبط بالضرورة ومنطلق وعائد من وإلى هذا المحيط الاجتماعي ، أي أنّ العلاقة في الاتجاه الأول : من المؤسسات الشبانية إلى المحيط الاجتماعي هي علاقة عملية وأساسية . و يتضح ذلك بالخصوص في كون أن عمل المؤسسات الشبانية يتجه نحو المحيط الاجتماعي بشكل واسع ولا يقتصر على فئة أو مجموعة من الناس فقط (جنس معين ،سن معين ، مستوى معين ، ووضع اجتماعي معين ..الخ ) .
ثم كون أن هذا العمل من جهة ثانية موجهة لاستغلال واستثمار الوقت الحرّ ، لكل فرد من شباب المحيط الاجتماعي ، أي أنه ليس هناك شروطا أو مقاييس مسبقة تصنيفية أو اختيارية . أي أن العلاقة في الاتجاه الثاني ، من المحيط الاجتماعي إلى المؤسسات الشبانية هي علاقة أساسية وعملية أيضا .
ويتضح ذلك كون أن للمحيط الاجتماعي حق مبدئي تجاه هذه المؤسسات كونها شبانية عامة ، و بوسعها أن تقدّم خدمات متعددة لهؤلاء بمجرد توفر شروط وإتمام إجراءات بسيطة (إدراجها ضمن البرنامج – التغطية البيداغوجية – توفير الوسائل المادية أو المالية ، تسجيل الشباب الخ ).
ثم كون أنّ هذه المؤسسات جزء من النسيج الاجتماعي ، وهي حلقة من حلقات نمو الفرد والمجتمع وهي وسط يكمل الوسطية الأولية (السالفية ) الأسرة والمدرسة ، وهي أيضا وسط يوصل إلى الوسط الثالث اللاحق (المجتمع) .
حناني الأخضر