الإعلام و الإتّصال في الوسط الشباني*
إن الشريحة الشبانية في مجتمعنا تحتل مكانة مميزة ، فهي محور اهتمام و انشغال كل الأنظمة و الحكومات المتعاقبة .
ورغم المجهودات التي بذلتها هذه الأخيرة لصالح هذه الفئة ، إلاّ أننا نلاحظ أنّ النتائج تبقى بعيدة جدًّا عن الأهداف المرجوة ، وذلك نظرًا لكون الوسائل المادية والبشرية المسخّرة غير كافية حينًا ، و منعدمة حينًا آخر مقارنة بمتطلّبات الحياة الحقيقية .
والجزائر تسعى جاهدة في السنوات الأخيرة إلى استغلال وسائل الإعلام والاتّصال ، وذلك لاهتمامات مشاكل الشباب الاجتماعية والتربوية والاقتصادية ، من خلال إشراك هذه الفئة في الأنشطة المبرمجة لفائدته .
أولاً – أسباب الاهتمام بالإعلام والاتصال الشباني
إنّ مشكل الإعلام والاتصال مطروح بحدّة في الوسط الشباني ، وهذا لعدة أسباب منها:
ـ نتائج الأنظمة الاجتماعية والسياسية التي عملت على تهميش العديد من الشباب مما زاد في تعقيد (حياتهم) و أصبحت مشكلتهم لا تحلّ إلا بالاستفادة من وسائل الإعلام والاتصال .
- عدم التوجّه إلى المؤسسات التي يمكن أن تخدمه ، الهيئات والمنظمات والجمعيات ، التي تقد م له خدمات في حياته اليومية ، غير أن هذا الأخير كثيرا ما يجهلها ، فنجده يفشل أمام أي عائق يواجهه في بداية حياته فيصبح غير قادر على حل مشاكله ، وحتى كيف يواجهها أو يتعامل معها .
من خلال هذه الإشكاليات وجدت السلطات العمومية نفسها مضطرة على التفكير في إنشاء مجال يسمح بجمع المعطيات المختلفة في حيز ومكان واحد . و وضع هيكل تحت تصرف الشباب قصد تحسين الإعلام والتوجيه و تتمثل في [ دواوين مؤسسات الشباب الولائية ، المركّبات الرياضية الجوارية ، دور الشباب ،... ]
ثانيا-أهداف الإعلام والاتصال
01- الهدف الاجتماعي :
- إنّ الشاب لا يشعر بقيمته في الجماعة أو المجتمع إلا بعد أن يقوم بعدة أدوار تفرض عليه ، كالاتصال بزملائه وأقرانه وذلك إلى جانب الاتصال اليومي الذي يقوم به لإشباع حاجاته الأولية والأساسية .
- أما العزلة فتولد عنده الخوف و الاكتئاب ، إذن فهو في بحاجة لمختلف وسائل الإعلام الشبانية ومصادر المعرفة التي تدعّم مكانته في المجتمع .
- فالشباب في حاجة إلى تبادل الأفكار والآراء مع الآخرين من خلال عملية الاتصال المستمر في حياته اليومية ممّا يفيده في اتخاذ قراراته المصيرية .
- إن انتمائه للمجتمع يكسبه سماته ، وينمّي ويدعّم عوامل في التنشئة الاجتماعية لديه .
02- الهدف الإعلامي :
- يسعى إعلام الشباب إلى تزويدهم بكل المعلومات المتعلقة بحياتهم اليومية والمستقبلية ، وتشترك في هذه المهمة جميع القطاعات المعنية . .
يعمل الإعلام الشباني على توجيههم والإصغاء لهم قصد حمايتهم من الوقوع في أحضان الآفات الاجتماعية من جهة ، كما يساعدهم على تجسيد مبادرتهم ومشاريعهم من جهة أخرى ولتحقيق ذلك لابد من مشاركة أطباء مختصين و علماء النفس و مستشارين و مربين الخ ..
- يساهم الإعلام والاتصال في عملية الإدماج الاجتماعي والمهني التي تحتاج إلى تظافر جهود الجميع ، بالإضافة إلى الأنشطة التكوينية والتربوية .
- كما يقوم الإعلام بحملات التوعية والوقاية الموجهة لكل فئات الشباب بحيث يجمع المعطيات ، ثم يعالجها وفي الأخير يبلغها لهم مستعملاً كل الوسائل والأساليب التي نحتاج لها في عمليات التوعية والتوجيه .
03 ـ الهدف الترفيهي:
الشباب أكثر أفراد المجتمع من غيرهم في الحاجة إلى استثمار الوقت الحر لديهم، لذلك لابد من إيجاد وبرمجة أنشطة مفيدة ومسلّية في ذات الوقت .
لكن ونظرا للطّلب المتزايد ، عمدت الدولة إلى توسيع جهاز التّرفيه من حيث مؤسسات الاستقبال (مثل بيوت الشباب ، المخيمات الصيفية ) التي تهدف بدورها إلى توفير أماكن الترفيه على المستوى الوطني و أهمها :
- تمكين الشباب من اكتشاف المعالم الحضارية والسياحية والتاريخية التي تزخر بها الجزائر انطلاقًا من المحيط الذي يعيشون فيه .
- تعريفهم بأهم المنجزات في الميدان الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي الخ ....
- العمل على إقامة صدقات جديدة عن طريق الاحتكاك وتبادل الآراء والخبرات والتجارب لإثراء معلوماتهم وتكوينهم .
04 –الهدف الاقتصادي :
إنّ الشاب الطموح ، ولا سيما منهم من يحمل مشروعًا ويريد إنجازه . فالدولة تضع تحت تصرّفه كل المعلومات التي تساعده على تحقيق ذلك . فهي تجعل في متناوله المعلومات اللازمة على المستوى الاقتصادي ، والتقني والتشريعي و التنظيمي المتعلّقة بممارسة نشاطه .
- فبذلك تكون قد خصّصت أجهزة كاملة لتشيع الأنشطة ذات الصبغة الإنتاجية (السلع- توفير خدمات عامة ).
بذلك فتحت الدولة صندوقا لدعم تشغيل الشباب بغرض توجيه الشباب نحو الاستثمار والحد من مشكلة البطالة .
تعويض مشروع التعاونية بالمؤسسة المصغّرة لكونها تساهم في محاربة شبح البطالة ، ويعمل على فتح مناصب شغل ، وكذا تشجيع حرية المبادرة عند الشباب .
05 – الهدف التربوي :
إنّ الميدان التربوي العصري يستعمل وسائل الإعلام والاتصال الملائمة لنشر المعلومات التي من شأنها توجيه الشباب ، كما تساعد على إدراجهم في الميدان الاجتماعي والاقتصادي والثقافي .
- تستغل هذه الوسائل أيضا في محو الأمية ، والاستدراك المدرسي .
- تساعدهم على تحضير الامتحانات والمسابقات .
- تعمل على مقاومة الأفكار المسبقة ، وتعميم المعارف ، وإيقاظ المعرفة