الزيارة التوجيهية وفنياتها:
الغرض من الزيارات الأولى؛ هو اكتشاف الطريق ، أما الزيارات التي تعقب ذلك تدرجيا؛ فهي مخططة وفقا للأهداف التي تضمنها برنامج العام للإشراف، وإذا كان الغرض من الزيارة الحصول على معلومات عامة ، فيحسن أن يعد المشرف قائمة بالأشياء التي يريد ملاحظتها يرجع إليها ليتأكد من أنه لم ينس شيئا ذا أهمية ، أما فيما عدا ذلك فينبغي أن يتكفل البرنامج العام للإشراف ، لتحديد ما ينبغي التركيز عليه في كل زيارة ، فأول ما يشمله الإعداد للزيارة هو تقرير الهدف منها ، بعد ذلك يجب أن يرجع المشرف إلى مذكراته حول المنشط ثم مراجعة النظريات والحقائق التربوية والعلمية التي يمكن أن يطبقها في هذه الزيارة ، فالمراجعة مفيدة دائما علاوة على ذلك الإحاطة بمعلومات حول المنخرطين وكيف يتفاعلون مع الموقف التنشيطي تحت إشراف المنشط ، لذلك من الأفضل إعطاء للمنشط فكرة عما ينوي المشرف أن ليلاحظه في هذه الزيارة حتى يستعد المنشط ويهتم في تخطيطه بالجزئيات والتفاصيل المتصلة بالموضوع محل الزيارة .
يجب أن يراعي المستشار التربوي مكانة المنشط مع فوجه -باعتبار هذا الأخير صاحب البيت – وينظر إليه نظرة احترام أمام عناصر فوجه حتى يثق المنشط في نفسه ويؤدي واجبه على أحسن وجه.
- دخول حجرة النشاط:
إذا دخل المستشار حجرة النشاط ووجد المنشط يلتمس الأعذار والأمر لا يبشر إطلاقا بأن موضوع النشاط يسير سيرا طبيعيا ، فخير ما يفعله المستشار أن ينصرف معلنا تأجيل الزيارة إلى وقت آخر ، وهذا التصرف جدير بان يبعث الثقة في نفس المنشط ، ويحمله على حسن الظن بالمستشار، والإيمان بأن عملية الإشراف تهدف –فعلا- إلى المعاونة على تحسين التنشيط.
وإذا دخل المشرف بعد بداية النشاط ، فيجب ألا يعطل دخوله العمل إلا بمقدار ما تقتضي الضرورة وفي أضيق الحدود، وأن يكون مجاملا طلق المحيا عند دخوله، ثم يتخذ مكانا من المجموعة ، و ألا يكون فيها محط أنظار المنخرطين ولا موضع انتباههم، بحيث يستمر تنفيذ النشاط بصورة عادية، فيواصل متابعة ما يجري في حجرة النشاط دون أن يبدي أية ملاحظة ، أو يظهر عليه أي قلق ، وإذا ظهر على وجهه التقدير، فإن ذلك يشجع المنشط والمنخرطين على أن يتصرفوا تصرفا طبيعيا وأن يبذلوا أقصى جهودهم، ويقدموا أحسن ما عندهم ، وهذا هو الذي يهدف إليه الإشراف التربوي.
- التدخل في سير النشاط:
لا ينبغي للمستشار التربوي أن يقاطع المنشط أو يتدخل في موضوع نشاطه إلا إذا دعت لذلك الضرورة القصوى والحاجة الملحة ، بحيث لا يستطيع المستشار إرجاءها إلى ما بعد تنفيذ موضوع النشاط خدمة للمنشط والمنخرطين معا ، وقبل أن يتدخل يجب أن يكون واثقا من أهمية ما سيقوله ومن ضرورته ومن أنه لا يمكن تأجيل الحديث فيه إلى ما بعد انتهاء النشاط ، ومن الطبيعي أن تكون هناك حالات إذا تدخل فيها المشرف رفع من معنويات عناصر الفوج وأعلى من شأن المنشط وحفز هممهم وساعد على تقدم التعلم الترويحي.
- إصلاح الخطأ :
إن تصحيح الخطأ الذي قد يقع فيه المنشط في سير نشاطه يمكن أن يقوم بتصحيحه هذا الأخير بنفسه في موضع قادم ، بعد أن يقدم له المستشار على انفراد ما يحتاجه من معلومات ويوضح له الخطأ الذي وقع فيه ، وينبغي أن يكون هذا الأسلوب في تصحيح هذا النوع من الخطأ قاعدة تتبع في كل الأحوال ، وإذا كان المنشط يحس بأن المنشط أثناء تقديمه لموضوع النشاط في حاجة إلى المساعدة ، فيجب أن يفكر جيدا –كذلك- في مدى حاجة المنشط إلى تقدم له المساعدة فورا وفي الحال.
- تقديم إيضاحات:
إذا رأى المستشار التربوي أن من الحكمة أن يفيد المجموعة بعض الإيضاحات الضرورية في الموضوع الذي يتناوله النشاط أو بتوجيه بعض الأسئلة إلى عناصر الفوج ، فيجب أن يستأذن المنشط أولا إدراكا منه لمسؤولية المنشط عن موضوع النشاط ، وأيا ما كان يريد المستشار أن يقدمه للحضور ، فينبغي أن يضع في اعتباره قبل كل شيء ما سيتركه تدخله من أثر على المنشط وعلى الفكرة التي ستعلق بذهنه عن زيارات المشرف ومدى تقبله لها في المستقبل ...وإذا كان المنشط هو الذي طلب من المستشار أن يسهم في سير النشاط بإيضاح أو توجيه أسئلة –مثلا- فيجب أن يراعي الإيجاز بقدر الإمكان وألا يقول شيئا إلا إذاكن ذا وزن حقيقي وقيمة فعلية ، وليس من الرأي أن يأخذ المستشار التربوي موضوع النشاط من المنشط ليبرز الطريقة الجيدة في التنشيط أو لأي سبب آخر
وإذا أراد أن يقدم المستشار حصة نموذجية أو يكشف عن طريقة جديدة في التنشيط، فليكن ذلك بعد اتفاق وترتيب سابقين مع المنشط وليشغل المستشار وقت النشاط كله في هذه الحالة.
- مدة الزيارة:
يتحكم في المدة التي تستغرقها أحد الفصول النشاطية طولا أو قصرا أمران ، أولهما : الهدف الذي من أجله يزور المستشار التربوي الفوج ، وثانيهما : هو مدى ما توصل غليه الزيارة في تحقيق ما تتم من أجله ، فإذا كان المنشط يقدم وحدات نشاطية ، فلا تكفي زيارة المستشار إليه مرة واحدة ، وإذا كان يقدم نشاطات مختلفة لوحدات فتكرار الزيارات أيضا أمر ملح قصد المتابعة والتقييم ، ومن التبصر أن يقدر المستشار التربوي الموقف التنشيطي في الفصل ويبقى الوقت الكافي لتحقيق الغرض الذي جاء من أجله ، فيجب أن يتأكد قبل مغادرته المجموعة أنه قد حصل على معلومات كافية عما يريد.
- مغادرة حجرة النشاط:
عندما يفرغ المنشط من تقديم موضوع نشاطه مع عناصر فوجه ، من المنتظر أن يقول المستشار التربوي كلمة تشجيعا للمنشط وتقديرا لجهده المبذول، ثم ينصرف ، والذي ينبغي أن يتجنبه المستشار – حينئذ- هو أن يوجه للمنشط نقدا مهما صغر، أو يدخل معه في جدل أو مناقشة ، وليكن التوجيه والحوار والمدارسة في وقت آخر بعيدا عن مسامع المنخرطين ، بعد أن يكون المستشار التربوي قد رتب أفكاره ونظم المعلومات التي حصل عليها أثناء الزيارة ، واستعد للحديث مع المنشط ، وهذا من شأنه أن يبعث جوا من المودة والاطمئنان بين المشرف والمنشط ويساعد على إيجاد هذه الروح ويطورها ، ثم أن المستشار التربوي لا ينبغي أن يترك ورقة مكتوبة أمام المنشط بأوجه النقد التي لاحظها على موضوع نشاطه ، وألا يحدد –قبل مغادرة فصل النشاط- موعدا للاجتماع به لمناقشة مرآه ليكن ذلك في وقت لاحق وبصورة طبيعية بعيدة عن التكلف وغير موهمة بالتعالي أو التسلط.
حناني الأخضر